/ الفَائِدَةُ : (174) /
03/06/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الْأَوَامِر والنَّوَاهِي الْإِلَهِيَّة لاتنحصر بالتَّشريعيَّة / هناك مبحثٌ مُهمٌّ جِدّاً ، يرد في أَبْوَابٍ الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، ومَصِيرِيٌّ وعَمِيقٌ ، حاصله : أَنَّ الْأَوَامِر والنَّوَاهِي الْإِلَهِيَّة ليست مُختصَّة بالْأَوَامِر والنَّوَاهِي الْإِلَهِيَّة التَّشريعيَّة ، بل تشمل التَّكوينيَّة. وفي تفسير الأَوامر والنواهي التَّكوينيَّة وقع لغط بين وفي المدارس الْمَعْرِفِيَّة. ويرتبط بهذا المبحث مباحث أُخرى ، منها : 1 ـ سعة الدِّين وضيقه ؛ فهل هو يعمُّ جميع المخلوقات أَو يَختصُّ بالثَّقلين ـ الإِنس والجن ـ ؟ 2 ـ الدِّين ؛ فهل هو نظام اِعْتِبَارِيٌّ فَحَسْبُ أَو تكوينيٌّ أَيْضاً ؟ 3 ـ النظام الدِّيني إِذا كان شاملاً للنظام التَّكويني فهل الرَّابطة الدِّينيَّة بين الخالق سبحانه ومخلوقاته رابطة اِختيارِيَّة أَو هي إلجاء وإكراه ؟ وهذه أَبحاث مَصِيرِيَّة أَخفق فيها أَكابر الفلاسفة والمُتكلِّمين والعرفاء ، وقصرت أَفاقهم الذهنيَّة عن استمداد الحلول والتحقيقات العلميَّة العظيمة جِدّاً من بيانات الوحي . مثاله : ما ذهبت إِلَيْه أَكثر الفلاسفة والمُتكلِّمين والعرفاء : أَنَّ الرَّابطة بين الباري (سبحانه وتعالى) والملائكة رابطة إلجاء وإكراه . وهذا المبنى ناشئ من تبنيهم في مرتبة سابقة : أَنَّ العلاقة والرَّابطة الدِّينيَّة بين الخالق سبحانه ومخلوقاته رابطةُ إِلجاء وإِكراه. مثال آخَر: ما ذهبت إِلَيْه أَغلب المدارس الْمَعْرِفِيَّة ؛ من عدم تكامل المخلوقات في الْعَوَالِم الصَّاعِدَة ـ كـ : الْعَالَمِ الْعَقْلِيِّ ، والبرزخ ، والقيامةِ ، والْآخِرَةِ الْأَبَدِيَّةِ ـ . وهذا المبنى ناشئ من تَبَنِّيهم في مرتبةٍ سابقةٍ : عدم شمول الدِّين لسائر عوالم الخلقة والوجود ومخلوقاتها غير المتناهيةِ . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ